نظام نقل النفايات الطبية:
* ينبغي أن يكون التعامل مع النفايات بطريقة آمنة وصحيحة وفعالة. ولذلك ينبغي لنظام النقل المعتمد أن يضمن منع التسرب أو الانسكاب أثناء عملية النقل.
* تنقل النفايات تبعاً لمخطط سير جغرافي معد مسبقاً.
* يجب أن يكون نظام النقل محكماً بحيث لا يسمح للأشخاص غير المعنيين بالوصول إليه.
* يجب كحد أدنى أن تؤمن سيارات الترحيل غطاء محكماً للنفايات التي بداخلها أثناء النقل.
وإكمالاً لسلسلة الإدارة المتكاملة فإن معالجة النفايات الطبية في النهاية تعتبر من أهم المراحل التي تمر بها إدارة النفايات الطبية وفيها يتم التخلص من بؤر التلوث التي تتمثل بالنفايات الطبية.
تخزين النفايات وتسليمها إلى محطة المعالجة:
* لا يسمح بترك النفايات الطبية التي تم جمعها مخزنة في سيارات الترحيل، بل يجب أن تنقل مباشرة إلى محطة المعالجة بعد الانتهاء من جولات الجمع.
* يقوم سائق سيارة الترحيل بالاتصال بمنسق شؤون النفايات في محطة المعالجة لحظة وصوله إلى المحطة، وذلك قبل تسليم النفايات التي تم نقلها.
* يتم تفريغ النفايات من سيارة الترحيل من قبل عمال الترحيل فقط.
* يتم جمع النفايات التي تم إنزالها وذلك لتخزينها في مكان تخزين مؤقت من قبل عمال محطة المعالجة.
* يتم تسجيل كميات النفايات عند التسليم وذلك قبل أو أثناء تفريغ سيارات الترحيل وبحضور سائق السيارة ومنسق شؤون النفايات في محطة معالجة.
معالجة النفايات في محطة المعالجة:
يتعين على محطة معالجة النفايات الطبية معالجة النفايات بطريقة صحية وآمنة وسليمة بيئياً. كما يتعين أن تتم المعالجة وفق ما تنص عليه تعليمات الاستخدام المرفقة مع التجهيزات المستخدمة في المعالجة والإجراءات المعتمدة في المحطة. وبشكل عام يجب أن تتم معالجة النفايات الطبية وفق القواعد التالية:
* يجب أن تتم المعالجة دائماً بإشراف رئيس عمليات المعالجة في المحطة.
* يجب أن لا تخلط النفايات الطبية مع الأنواع الأخرى من النفايات أثناء المعالجة.
* تتضمن طرق المعالجة والتخلص من النفايات الطبية الترميد أو التعقيم والتطهير.
* يتطلب الترميد درجات حرارة عالية أثناء عملية الحرق (درجات حرارة تزيد عن 1000 درجة مئوية، وينبغي أن تكون المرمدات مصممة بحيث يمكن التحكم بالانبعاثات الغازية الخطرة تبعاً لما تفرضه القوانين والتشريعات البيئية السارية. كما ينبغي أن تكون المرمدات ذات حجرتي اشتعال.
* يجب ألا تستخدم طريقة التعقيم بالبخار (الأوتوكلاف)لمعالجة النفايات الإنتانية الملوثة بملوثات سامة أثناء هذه العملية.
* بعد الانتهاء من عملية المعالجة ينبغي التخلص من النفايات الطبية بطريقة لا تعرض صحة الإنسان أو سلامة البيئة إلى أية أخطار إضافية.
إن الهدف الأساسي من معالجة النفايات الطبية هو التقليل من العوامل الممرضة التي تحتويها هذه النفايات. وهذا يتطلب بالنسبة للنفايات الصلبة الطبية درجة حرارة أعلى من 1000 درجة مئوية لمدة ساعة. ومن حيث المبدأ، يفترض أن تقوم المنشأة الطبية بمعالجة النفايات الصلبة والسائلة وأسطوانات الغاز المضغوط المستهلكة المتولدة لديها والتخلص منها بطريقة آمنة بحيث لا تسبب أي أذى للصحة أو للبيئة. وفي الفقرات التالية توصيات فنية عن أساليب معالجة أنواع النفايات مع توضيح الميزات والسيئات وقابلية التطبيق والأسباب التي تحد من قابلية التطبيق.
النفايات الصلبة:
إن الطريقة الأكثر أماناً في معالجة النفايات الطبية هي الترميد باستخدام مرمدات خاصة. لذا يوصى بتركيب عدد كاف من المرمـدات في القطر وذلك بغرض معالجة كل كميات النفايات الطبية المتولدة في المنشآت الطبية.وتقدر كمية النفايات الكلية الناتجة عن المنشآت الطبية لعام 2000 بحوالي 3000 طن، ولعام 2010 بحوالي 4500 طن.
إن استخدام المرمدات في المستشفيات السورية ليس شائعاً جداً في الوقت الحاضر، وأما المرمدات الموضوعة قيد التشغيل حالياً فهي لا تتجاوز الأربع عشرة مرمدة موزعة بين المستشفيات الخاصة والعامة.
ويجدر التنويه إلى أن معظم المرمدات المستخدمة في القطر هي مرمدات وحيدة حجرة الاشتعال ويزيد عمرها على 40 عاماً، وتعمل بدرجة حرارة تبلغ 800 درجة مئوية فقط. هناك مرمدتان فقط يمكن اعتبارهما حديثتين المرمدة الأولى توجد في مشفى الأسد الجامعي في دمشق وهي مرمدة ثنائية الحجرة قادرة على العمل بدرجة حرارة حتى 1200 رجة مئوية، وأما المرمدة الثانية فقد تم تركيبها في المشفى العمالي المركزي في حرستا قرب دمشق ولكن لم يجر تشغيلها حتى الآن. وتجدر الإشارة إلى أن تلك المرمدات ليست مجهزة بأجهزة معالجة للغازات المنبعثة منها.
إن الترميد يؤمن الحرق الكامل لمعظم فئات النفايات الطبية الخطرة والقضاء على العوامل الممرضة فيها. وهي الطريقة الأفضل لمعالجة نفايات الأدوية التي لا يمكن إعادتها للشركة المصنعة. ومن الشائع التخلص من الرماد المتولد عن المرمدات مع النفايات المنزلية بطريقة غير مضبوطة. وينبغي أخذ النواحي التالية بعين الاعتبار قبل استخدام أي مرمدة:
* يتم الترميد بدرجات حرارة عالية (تتجاوز 1200 درجة مئوية)، باستخدام مرمدات مصممة للتحكم بالغازات الملوثة الخطرة بما يتوافق مع القوانين والأنظمة النافذة، ويستحسن أن تكون مجهزة بحجرتي احتراق.
* يجب أن تخزن النفايات عند وصولها إلى موقع الترميد في مكان مغلق وبارد ريثما تتم معالجتها.
* يجب أن يتم التخزين على أرض صلبة غير نفوذة ومجهزة لتصريف المياه وأن يكون مكان التخزين بمنأى عن الحيوانات الشاردة وإمكانية انتشار القوارض والحشرات.
* يجب أن تتوفر في مكان التخزين مغاسل مخصصة لغرض نظافة عمال معالجة النفايات، كذلك ينبغي أن تتوفر تجهيزات الحماية اللازمة للتعامل مع حوادث الانسكاب.
وريثما يتم تركيب المرمدات يتعين تبني حلول بديلة اقتصادية توفر في كلفة التشغيل وذلك للتقليل من أخطار النفايات الطبية. أحد هذه الحلول البديلة هو بناء مطامر خاصة خاضعة للإشراف والضبط المستمرين. وهذا الحل مناسب للمنشآت الطبية البعيدة عن مراكز المدن أو في حالات الطوارئ. ويجب أن تكون تلك المطامر مبنية وفق مواصفات فنية محددة وليست مجرد مطامر مكشوفة للنفايات. كما يجب دفن جميع النفايات الطبية سواء المعالجة منها أو غير المعالجة تحت طبقة من النفايات المنزلية يبلغ ارتفاعها مترين وأن يسور الموقع لمنع إمكانية وصول نابشي القمامة إليه. ويجب تأمين شروط حدوث التحلل البيولوجي الكافي لتحليل النفايات والقضاء على ما تحتويه من العوامل الممرضة.
الحل الآخر هو معالجة مبدئية للنفايات الطبية في المنشأة. وقد تستخدم هذه المعالجة أيضاً للتقليل من أخطار النفايات الطبية في حال تعذر استخدام طريقة الترميد بسبب بعد المسافة بين المنشأة الطبية وموقع الترميد أو لأسباب دينية. وطرق هذه المعالجة تتضمن التطهير الكيميائي واستعمال الأتوكلاف والتشعيع بالأمواج القصار والتطهير بالبخار.
* التطهير الكيميائي هو اختبار عملي من أجل التقليل من العوامل الممرضة المحتواة في المواد الحادة الخامجة والنفايات الطبية الباثولوجية. ولكن تكاليف التطهير الكيميائي قد تكون مرتفعة نسبياً، كما يتوجب استخدام عدة أنواع معينة من المواد الكيميائية لمعالجة أنواع محددة من النفايات. والمطهرات هي أيضاً مواد خطرة يتطلب التعامل معها اتخاذ إجراءات آمنة.
* إن استعمال الأتوكلاف هي تقنية معروفة تستخدم لتعقيم التجهيزات الطبية. وتستخدم أيضاً لمعالجة كميات صغيرة من النفايات الطبية. وتستخدم عادة لمعالجة النفايات الخامجة المتولدة من أقسام العزل ومزارع الجراثيم في المخابر والمواد الحادة كمرحلة سابقة لخطوات التعامل النظامية مع النفايات الطبية. وتتم المعالجة لمدة ساعة بدرجة حرارة تعادل 120 درجة مئوية.
* إن تعريض الأحياء الباثولوجية الدقيقة لأشعة بتردد موجات قصار يوقف نشاط معظم أنواع هذه الأحياء، ولكن تلك الموجات لا تتمكن من القضاء على جميع بيوض الطفيليات والبكتريا التي في طور تشكل الأبواغ. وتتطلب عملية التشعيع رفع درجة حرارة النفايات الطبية عن طريق تعريضها لأشعة بتردد 2450 ميغاهرتز وبطول موجة قدره 12.24 سم وبعد تعريض النفايات للأشعة توضع النفايات في حاوية تذهب بعدها إلى مكان التخلص من النفايات المنزلية. وهذه العملية تناسب المواد الحادة والنفايات الطبية الخامجة والباثولوجية، بينما لا تناسب النفايات التشريحية، كما أنها لا تناسب الأنواع الأخرى من النفايات الطبية الخطرة.
* يعتمد أسلوب المعالجة بالتطهير البخاري على تعريض المواد الحادة والنفايات الطبية الخامجة والباثولوجية (غير التشريحية) بعد تقطيعها إلى أجزاء صغيرة إلى درجة حرارة مرتفعة واستخدام البخار تحت ضغط عال. وبعد المعالجة يمكن التعامل مع تلك النفايات كما تعامل النفايات المنزلية. إن عملية التطهير بالبخار يمكن أن توقف نشاط 1 من 10.000 من الأحياء الدقيقة بالمقارنة مع المعالجة بالأوتوكلاف والتي توقف نشاط 1 من 1.000.000. وينبغي ألا يستعمل التطهير البخاري لمعالجة النفايات الخامجة الملوثة بالمواد الكيميائية السامة بسبب ما يمكن أن تطلقه هذه العملية من أبخرة سامة.
* يجب أن يتم التخلص من النفايات المعالجة بطريقة آمنة لا تعرض الصحة والبيئة إلى أي أخطار أو تؤثر على سلامتهما.
* وينبغي تشجيع المنشآت الطبية على القيام بمعالجة نفاياتها الطبية بنفسها لتخفيض طبيعتها الخامجة وذلك بإعفائها من بعض الرسوم الضريبية.
النفايات السائلة:
إن النفايات السائلة المطروحة من المنشآت الطبية لها النوعية والخواص ذاتها الموجودة في النفايات المنزلية السائلة، إلا أنها قد تحتوي على تراكيز أعلى لبعض المكونات مثل الأحياء الدقيقة والتي تتضمن الجراثيم والفيروسات والديدان، بالإضافة إلى كميات صغيرة من المواد الكيميائية الناتجة عن عمليات التطهير ومن الأدوية أو بقاياها من بول وبراز المرضى.
والهدف من معالجة النفايات السائلة هو القضاء على العوامل الممرضة والتقليل من تراكيز المواد العضوية مما يؤدي لتخفيض أثرها الملوث على مياه الأنهار والبحيرات وكذلك إزالة المواد الصلبة المعلقة. وفي حال عدم توفير ميزانية مخصصة في المنشأة الطبية لمعالجة السائلة فإنه يوصى بفصل النفايات السائلة من المراحيض عن النفايات السائلة الأخرى.ويمكن اتخاذ الإجراءات التالية للتخفيف من الأخطار الصحية:
- ينبغي عزل المرضى المصابين بأمراض معوية في أقسام خاصة حيث يمكن تجميع مخلفاتهم في حاويات ليتم تطهيرها كيميائياً. وهذا ضروري جداً عند انتشار مرض الكوليرا أو أي أمراض أخرى منقولة بالمياه. ويجب عدم طرح أي نفايات كيميائية أو دوائية مع النفايات السائلة. كما يجب عدم استخدام المياه العادمة لأغراض زراعية على الإطلاق.
- يجب عدم تصريف المياه العادمة إلى أية مجاري مائية يتم استخدام مياهها في زراعة الفواكه أو الخضار أو لأغراض زراعية على ترفيهية. وفي حال توفر مصادر مالية بمستوى محدود ينصح بتطوير نظام بسيط لمعالجة النفايات السائلة مثل أحواض الترسيب.
يجب أن تتضمن المعالجة الفعالة للنفايات السائلة في المنشآت الطبية العمليات التالية:
* معالجة مبدئية للنفايات السائلة.
* تنقية بيولوجية ثانوية حيث يتم التخلص من 90 إلى 95 بالمائة من البكتريا وإزالة نسبة كبيرة من الفيروسات.
* معالجة ثالثة تخفض تركيز المواد العضوية إلى أقل من 10 ملغ في الليتر.
* تطهير بالكلور. وهذا ضروري للحصول على تراكيز من العوامل الممرضة مماثلة لتلك الموجودة في المياه الطبيعية. والخيار الآخر هو تطهير بالأشعة فوق البنفسجية حيث تكتسب هذه العملية أهمية خاصة إذا كانت النفايات السائلة تصرف في المناطق الساحلية.
* أخيراً يجب تصريف الحمأة الناتجة عن معالجة النفايات السائلة في موقع مناسب للطمر أو ترمد مع النفايات الطبية الخطرة. وتعتبر عملية استخدام الحمأة المترسبة من معالجة النفايات السائلة الطبية لري الحقول الزراعية قبل تطهيرها عملية غير آمنة.
الحاويات المضغوطة:
يجب أن تعاد الحاويات أو الأسطوانات الفارغة والتي استهلك محتواها من الغازات المضغوطة إلى الشركة المصنعة. وإن كان ذلك غير ممكن، فإنه يجب عدم تهشيم الأسطوانات المضغوطة التالفة أو التي لا تصلح لإعادة ملئها إلا عند التأكد بأنه قد تم تفريغها بشكل كامل. ثم يتم التخلص منها عن طريق الطمر وقد يتم تدوير المعدن. وإن احتوت الأسطوانات على صمامات صدئة مع احتمال وجود ضغط متبقي ففي هذه الحالة يكون الحل الأسلم هو جمعها في مكان آمن أو أخذها إلى موقع مكشوف وإحضار اختصاصيين مؤهلين ليقوموا بتفجيرها بشكل مضبوط.
التوصيات والمقترحات العامة:
نتيجة لما ذكر سابقاً فإنه يمكن عرض التوصيات التالية:
- على الرغم من أن اعتماد الخطة قد يستغرق وقتاً فإنه يوصى بالبدء بتنفيذ إجراءات إدارية معينة داخل المنشآت الطبية والجهات المسؤولة عن الترحيل ومحطات المعالجة. وتتضمن هذه الإجراءات فصل النفايات وتسجيلها والتوعية والتدريب وإيجاد هياكل تنظيمية تتضمن مهام ومسؤوليات واضحة وموثوقة.
- إن الترميد في مرمدات خاصة هو أسلم طريقة لمعالجة النفايات الطبية ولذلك يوصى بتركيب عدد كاف من المرمدات في سوريا لمعالجة جميع كميات النفايات.
- ريثما يتم تركيب المرمدات، يوصى بتنفيذ الحلول البديلة الأقل كلفة للقيام بمعالجة أولية في المنشآت الطبية، ثم القيام بالتخلص من النفايات في مطامر مضبوطة.
- يوصى باعتبار المطامر المضبوطة اختياراً قابلاً للتطبيق على المدى البعيد للتخلص من النفايات الطبية في المناطق ذات المساحات الواسعة مثل شرق سوريا أو الشمال الشرقي منها.
- يوصى بأن تقوم المشافي والمنشآت الطبية بمراقبة درجة تلوث النفايات السائلة المتولدة فيها. وينبغي تركيب محطات معالجة للنفايات السائلة في المشافي لمنع تلوث مياه الري والأنهار والبحيرات.