بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ)
لا شك في أن الموضوع البيئي الذي قد يعتبره البعض بمثابة ترف في الوقت الذي يقاوم فيه الإنسان الظروف المعيشية ويصارع من أجل البقاء وتأمين لقمة العيش، الأمر الذي حال دون الاهتمام بالموضوع البيئي، إلا أن الحفاظ على البيئة بكافة عناصرها الحية وغير الحية والاتزانات القائمة بينها هي واجب وطني لأن أي اختلال في البيئة سيؤثر سلبا على الإنسان الذي هو محور العملية التنموية. إن زيادة التصحر والنفايات المتناثرة في كل مكان والصيد الجائر لكل ما يتحرك والإفراط في استخدام المبيدات هذه جميعها لا يمكن تبريرها أو تقبلها رغم إدراك الصعوبات الحياتية للإنسان.
فالبيئة التي نتواجد فيها يجب أن تمتاز بنوعية سليمة وآمنة لأنها تعطي صبغة لحياتنا، لذا يجب الإمعان في نوعية الحياة إلى جانب استدامتها. كما أن العالم بأسره يجب أن ينظر إلى الحقوق البيئية للإنسان والتي تنتهك بشكل مستمر. وبشكل عام فإن حقوق الإنسان البيئية التي لا تعرف جنسا أو لونا أو دينا، تخص أي إنسان يعيش فوق سطح الكرة الأرضية
إن مشكلة التلوث البيئي نوع من الإعتداء على حرمة الإنسان، لإن الإعتداء على البيئة عدوان على الطبيعة، والعدوان على الطبيعة يسبب أضراراً جمة حيث يجعل من الهواء ملوثاً ساماً، ويجعل من الماء مادة سامة قاتلة، ويجعل المحاصيل الزراعية مواداً ملوثة سامة، وكما تتلوث النباتات تتلوث الأسماك التي تتغذى في البحار والأنهار الملوثة، واليوم أصبح الإنسان يعيش في وسط مملوء بالتلوث، هواءه ملوّث، ماؤه ملوّث، طعامه ملوّث، شرابه ملوّث، وحتى سماؤه أصبحت ملوثة نتيجة تطاير الغازات وتفاعلاتها في المنطقة الأيونية مسببة ثقباً خطيراً في طبقة الأوزون، فماذا يجب أن تفعله البشرية في مواجهة هذا الخطر الداهم الذي يهاجم بلا إنذار ويفتك بلا رحمة؟.
إن دراسة تقييم الآثار البيئية هو إدراج الأبعاد والاعتبارات البيئية في عملية اتخاذ القرار بشأن حماية البيئة وبالتالي ضمان حماية البيئة ومواردها الطبيعية والحفاظ عليها بما في ذلك الجوانب المرتبطة بصحة الإنسان. والهدف بعيد المدى هو ضمان تنمية مستدامة تلبي احتياجات الوقت الحاضر دون الانتقاص من قدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها من هنا تنبع أهمية إجراء هذه الدراسة في المراحل الأولى من عملية التخطيط