تعتبر ترموليسس من أرقى التقنيات الموجودة حاليا في مجال معالجة النفايات فهي لا تترك أثرا لها ونعني هنا بالنفايات العضوية التي اشرنا سابقا بأنها بحجم حوالي %60 من مجمل النفايات السكانية الصلبة والتي اشرنا في مجال المدافن المراقبة انها تدفن تحت الأرض بطريقة صحية ومراقبة ومعزولة عن التربة ، فترموليسس تنتج طاقة من هذه المعالجة بحدود%20 متولدة من معالجة النفايات العضوية ، كما انها تنتج غازاً بحجم %20 -15من الكميات المعالجة وبالتالي يمكنها إنتاج الكهرباء بهذا الحجم نتيجة معالجة النفايات العضوية ، وترتفع هذه النسب إذا ما عالجت ترمولسس زيوتاً مستهلكة أو عجلات مستهلكة ففي هذه الحالة ترتفع نسبة الغاز المستخرج في الطن الواحد إلى حدود%60 كما ترتفع نسبة الفحم المستخرج من المعالجة إلى %30، بينما تبقى المعادن المستخرجة من المعالجة بحدود %10.
ان معالجة النفايات في الغالب يتأتى منها انبعاث غاز الميثانCO2 وبما ان هناك العديد من الدول قد تعهدت بموجب اتفاق ( كيوتو) تحديد كميات انبعاث هذا الغاز فان الكثير من الدول المتقدمة التي لم تستطع إلى اليوم الوصول إلى ( الكوتا ) التي تم الاتفاق عليها تشتري من دول أخرى حقوق انبعاث هذا الغاز وقد يكون العراق أو بلديات العراق إحدى الجهات المستفيدة من هذا الأمر لان هناك سوقاً حاليا لحقوق انبعاث هذا النوع من الغازات قد تكون الشعوب الفقيرة هي المستفيدة منه لان بعض الدول الصناعية تشتري من الذين لديهم في بلدانهم انبعاث قليل لهذا النوع من الغازات بينما تلك الدول لم تستطع بعد الالتزام ( بكوتا ) اتفاقية (كيوتو) وتدفع مقابل ذلك مبلغا من المال مقابل انبعاث الطن الواحد من الغازات ، وآمل ان لا يستغل هذه المعلومة مجموعة (العيارين) في سوق النخاسة العراقية ، لان هذه المعلومة يجب ان تستفيد منها البلديات للحصول على أموال من الخارج تدفعها للتخلص من النفايات ، أي اننا نريد ان نرشد البلديات العراقية إلى حلول مجانية لمشكلة النفايات التي تشكل اليوم في العراق رقما خرافيا : حوالي25000 طن يوميا من النفايات السكانية الصلبة يضاف اليها بطبيعة الحال نفايات المناطق الصناعية غير المعروفة ونفايات المستشفيات غير المعروفة أيضا
ان ترموليسس تحتاج إلى محطة فرز وهي - أي ترموليسس - لا تحتاج إلى مدافن بل هي تتلقى النفايات العضوية لتعالجها بطريقة صحية دون دخان بالمطلق ، فتستفيد من تلك المعالجة بتحويل الغاز المستخرج من النفايات العضوية إلى طاقة تقوم بتشغيل ( توربينات ) إنتاج الطاقة الكهربائية
4. معالجة نفايات المستشفيات بطريقة ترموليسس :
من المعروف ان نفايات المستشفيات متوافرة يوميا وطيلة أيام السنة بما فيها أيام العطلات الأسبوعية أو أيام الأعياد، ولذلك فان معالجتها يجب أن تتم يوميا دون تأخير لما لهذه النفايات من خصوصيات تتعلق بكونها نفايات خطرة للغاية وتحتوي على الجراثيم والفيروسات المعدية، ولذلك يجب أن تقوم المستشفيات بتجهيز هذه النفايات ببراميل خاصة يتم إغلاقها قبل تحميلها بالشاحنات إلى محطة المعالجة، كما يجري حفظها بثلاجة تقام لهذا الغرض في المحطة إذا لم تتم معالجتها على الفور خصوصا إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار درجات الحرارة المرتفعة في الصيف في العراق .
ü حجم الثلاجة المطلوبة : ان مساحة ارض الثلاجة يجب أن تكون محسوبة لتخزين كمية من النفايات تصل إلى حدود36 طن من البراميل على أساس كونها كمية3 أيام من النفايات، وهذه المساحة محسوبة فقط لحالات الطوارئ .
ü طاقة المعالجة : طاقة المعالجة هي %100 عن طريق الإتلاف التام بالتشغيل المتواصل وهي1 طن في الساعة أو أكثر حسب حجم سكان المدينة، ويمكن لهذه الوحدة العمل أيضا بطاقات اقل اعتبارا من %10 من طاقتها الكلية .
ü الشروط الفنية : عملية المعالجة الكلية في هذه المحطة تتم في شروط محطة معزولة تماما ومحكمة الإغلاق stagnant))، دون ان تكون هناك وسيلة لإحداث أي تلوث خارجي سواء داخل المحطة نفسها او المحيط الخارجي خلال جميع مراحل المعالجة، وسيتم القضاء على البكتريا والفيروسات - الميكروبات المعدية - والمواد الكيماوية، وسوف تمر النفايات بالمعالجات التالية:
1. عملية تنشيف وتعقيم تحت درجة حرارة لا تقل عن 150 درجة مئوية حيت تكون مدة هذه المعالجة ساعة واحدة .
2. المعالجة الثانية هي تعريض النفايات إلى عملية تكسير للخلايا العضوية تحت درجة حرارة450 درجة مئوية، وتتم هذه المعالجة بجو خال من الأوكسجين وبطريقة العمل بالفارغ، ومدتها ساعة واحدة
3. الفحم والغاز المستخرجان من هذه النفايات سيجري استعمالهما في تسخين المياه باستعمال درجة حرارة900 درجة مئوية
4. عملية تحويل المعادن الثقيلة إلى زجاج في فرن بلازما ستجري تحت درجة حرارة1500 درجة مئوية ومدة المعالجة ساعة واحدة .
من خلال مراحل هذه المعالجات يمكن التأكيد على ما يلي :
ü القضاء التام على النفايات دون ان يتبقى منها رماد أي ان نتيجة النفايات هي (صفر)
ü القضاء التام على جميع أنواع الميكروبات والجراثيم والمواد الكيماوية الموجودة في النفايات .
ü في جميع مراحل المعالجة ليس هناك دخان لا داخل المحطة ولا خارجها .
النتائج العامة :
ان أهم مرتكزات هذه التقنية تعتمد على وحدتين هامتين داخل المحطة :
ü وحدة ترموليسس
ü وحدة بلازما
والنتيجة العامة النهائية بان الكتلة الكلية من النفايات الداخلة للمحطة سيتبقى منها بعد المعالجة ما مقداره %10 من حجمها الكلي على شكل زجاج ميت يمكن من خلال التحليل إعطاؤه صلابة مقدارها10.000 سنه ،ويمكن بيع هذا الزجاج الحجري لاستعماله في البناء او رصف الطرق . وطبقا لكمية الرطوبة الموجودة في النفايات، فانه سيجري استخراج المياه منها وتنقيتها واستعمالها في سقي الأشجار .
معدات المحطة :
ü مطحنة محكمة الغلق : وهي في نفس الوقت تقوم بعملية تنشيف النفايات عن طريق هواء ساخن يدور في حلقة مغلقة بدرجة150 درجة مئوية، حيث يحصل هذا الجهاز على طاقته الحرارية من عملية التسخين التي تمت في الغلايات باستعمال الفحم والغاز المستخرج من النفايات .
ü جهاز ترموليسس : وهو يستعمل في عملية التسخين ( مقاومات ) كهربائية ويعمل تحت درجة حرارة مقدارها420 درجة مئوية
ü جهاز عزل مرتبط بجهاز ترموليسس للقيام بالعزل لـNm cubic miter/ h(600) وبحرارة400 درجة مئوية
ü وحدة غينش لـ 600Nm cubic m/h بدرجة حرارة داخلة مقدارها400 درجة مئوية وبدرجة حرارة خارجة مقدارها50 درجة مئوية .
ü جهاز لنقل المياه وتنظيفها وتبريدها مابين وحدة الغينش وجهاز التجفيف
ü جهاز فصل الوقود - الغاز والفحم - من المواد المحّيدة : الزجاج والمعادن الخ .
ü غلاية هواء ساخن لاستعمالها في وحدة التنشيف، حيث تسخن هذه الغلاية باستخدام الفحم والغاز المستخرج من وحدة ترموليسس بعد معالجة النفايات، وستعمل بدرجة حرارة مقدارها900 درجة مئوية .
ü جهاز تنقية الدخان والأبخرة
ü فرن لتحييد بعض الرماد وتحويله إلى زجاج ويعمل بدرجة1500 درجة مئوية .
كمية الطاقة الكهربائية وعدد العمال المطلوبين
الطاقة الكهربائية
عدد العمال المطلوبين
ü400 كيلوات ساعة محطة 1 طن .
ü250 كيلو وات ساعة محطة نصف طن .
ü مهندس كهربائي1 ميكانيكي 1
ü عامل فني كهربائي ميكانيكي 1
ü عامل عادي 1
تناولنا فيما سبق محورين هامين في قضية معالجة النفايات الأول وهو الأهم : معالجة النفايات السكانية الصلبة والثاني هو معالجة نفايات المستشفيات أما المعالجة الثالثة فتتركز على ضرورة إنشاء محطات خاصة لمعالجة النفايات الصناعية وهذه عادة ما يجب ان تقام بالقرب من المناطق الصناعية الكبرى وان تخصص لها ميزانيات ضخمة من قبل الدولة يمكن ان تستردها على المدى الطويل من ( الملوثين ) أي من الذين ينتجون التلويث عن طريق فرض ضريبة سنوية عليهم ، كما يجب فرض ضرائب سنوية على تلك المصانع التي تضع منتجاتها في علب من معادن أو زجاج أو (تترابريك ) لان البلديات تقوم بجمع نفاياتها وتدفع مقابل هذا الجمع والإتلاف مبالغ سنوية طائلة على تلك المصانع ان تتحملها دون أدنى شك .
في النظم الإدارية الأوربية تستحصل البلديات ضريبة استخدام المجاري وضريبة النفايات عن طريق قائمة تحصيل الكهرباء أو استحصال أجور المياه وهذه في الحقيقة طريقة ذكية لان لا احد يستطيع العيش بدون كهرباء وبالتالي ان لم يدفع فاتورة الكهرباء والتي تتداخل بها فاتورة جمع النفايات وفاتورة استخدام المجاري فان شركة الكهرباء تقوم بقطع الخدمة عن المنزل أو المصنع أو عن أية مؤسسة أخرى وبالتالي فان البلديات ضمنت عن هذا الطريق تحصيل أجور معالجة النفايات وربما مقابل خصم معين لشركة الكهرباء التي تقوم بتحصيل تلك الأموال نيابة عن البلديات ، لان الناس عادة ما تتهرب من دفع ضريبة النفايات أو المجاري وبالتالي لا يمكن للبلديات ان تمتنع عن جمع النفايات أو تسد المجاري لان منزلا لم يدفع الضريبة وعادة فان الغالبية تتهرب من دفع تلك الضرائب لكنها لا تستطيع الامتناع عن دفع فاتورة الكهرباء التي عادة ما يتم فصل الخدمة عن الجهة التي لا تلتزم بالدفع .
نحن نتحدث عن بلدان متطورة توصلت إلى حلول لمشاكلها عن طريق التجربة وهذا الأمر بطبيعة الحال لا يمكن تطبيقه على العراق لأنه لا توجد كهرباء ولا توجد مجارٍ ولا توجد معالجة عصرية للنفايات كما انه وهذا هو الأخطر لا توجد دولة أصلا ولا توجد مؤسسات في ظل سيادة السلاح وسيادة المليشيات المسلحة ، لكن نعتقد ان لا مفر للدولة العراقية ولا مفر للبلديات أو وزارة البلديات من تولي الأمر مباشرة عن طريق تخصيص ميزانيات سنوية لمعالجة النفايات السكانية الصلبة ونفايات المستشفيات والنفايات الصناعية بطريقة عصرية بانتظار ان يستقر العراق وان يكون بإمكان الدولة مطالبة المواطن بالمساهمة في قضية البيئة اذ من غير الممكن مطالبة هذا المواطن بشيء اليوم لان هناك غالبية عاطلة عن العمل ولان هناك غالبية تعاني الفاقة وهي عاجزة عن تلبية مطالبها الحياتية اليومية فكيف بأمر البيئة التي تعتبر من الأمور الثانوية البعيدة في تفكير هذا المواطن المعوز والمحتاج .
النفايات نقمة عظيمة لا حدود لها ، ومن يفكر بان النفايات نعمة فهو جاهل دون أدنى شك فليس فيها ما يمكن الاستفادة منه ، وحتى المواد التي يجري عزلها لا تنفع بشيء ولكن احتراما للبيئة واحتراما لامنا العظيمة التي منحتنا الحياة والزهور والنخيل والعطاء ، أمنا الأرض علينا ان نقوم بتدوير تلك المواد من زجاج وحديد الخ كي لا تتسبب بمزيد من الضرر لتلك الأرض التي آوتنا وأطعمتنا وجعلت منا بشرا حيث ولدنا فيها وعشنا فيها بسلام أو بحرب وأكلنا من خيراتها وبها ندفن ونموت.